السلطات التركية تحتجز عائلة ناشط سوري وتهدد بترحيلهم

خلف محمد : وكالة خبر للأنباء

اعتقلت قوات الدرك التركية الناشط الإعلامي "عبد الرحمن العيسى"، في قرية قوملو في مدينة الريحانية بولاية هاتاي التركية، مساء اليوم الجمعة، بعد قرابة 24 ساعة من اعتقال زوجته الحامل وابنه المريض في القلب.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الدرك في قرية قوملو، أعتقلت يوم أمس الخميس، زوجة الناشط، لعدم حيازتها بطاقة حماية مؤقتة، ولأنها دخلت تركيا بشكل غير قانوني منذ أكثر من عام ونصف.

وأضافت المصادر أنه تم نقل طفلها المصاب بمرض في القلب إلى مركز الشرطة ليكون مع والدته، وتم اتخاذ قرار بترحيلهما إلى سوريا في صباح اليوم التالي.

وذكر المصدر إن عدة سلطات تركية توسطت لوقف قرار الترحيل بعد اتصالات مكثفة قام بها عدد من النشطاء مع المسؤولين الأتراك لمتابعة القضية، بالنظر إلى الحالة الصحية للأسرة، وحقيقة أن الزوجة حامل في شهرها الثامن، والطفل مصاب بمرض في القلب، وعيسى يخضع لجلسات علاجية مستمرة، وقرار ترحيلهم سيكون له مخاطر على حياتهم.

ولفتت المصادر إلى أن المخفر ومختار القرية وقائم المقام بالمنطقة استجابوا للقضية، ووعدوا بالإفراج عن زوجة الناشط وابنه صباح اليوم الجمعة، باعتبار أن الطفل يعاني من مشكلة صحية ليلاً أثناء تواجده في المحطة مما استلزم نقله إلى المستشفى.

كما وصل إلى مركز الشرطة قرار وقف الترحيل والإفراج عنهم، بالتعاون مع مختار القرية لمنحهم تصريح إقامة يسهل حصولهم على بطاقة حماية مؤقتة.

وتمكن الناشط "العيسى" صباح الجمعة من زيارة عائلته في المستشفى، وتلقى وعودًا بالإفراج عنهم بعد الحصول على تقرير طبي من المستشفى للطفل يثبت حاجته للعلاج.

وأضافت مصادر أن مسؤول مخفر الشرطة المعنى بالقضية تغيب اليوم لأسباب غير معروفة، وبقيت الأسرة رهن الإعتقال حتى مساء اليوم مع انتهاء الدوام الرسمي، حيث توجه الناشط إلى مسؤول المناوبة بمكتبه وطلب منه توضيح سبب استمرار احتجازهم.

وقالت المصادر إن مشادة كلامية حدثت بين الناشط ومسؤول المخفر، نتج عنها ضرب عناصر الدرك للناشط داخل المخفر وتوجيه الشتائم إليه، كما ضربوا زوجته الحامل في شهرها الثامن، وتم نقل الزوجة في سيارة إسعاف إلى مستشفى الكرخان على الفور.

وتداول ناشطون فيديو ظهر فيه الناشط الإعلامي، يظهر فيه كدمات على وجهه، وأوضح فيه أنه تعرض وزوجته للضرب من قبل رجال الشرطة ، وترك زوجته رهن الاعتقال وإجباره على المغادرة بالقوة، ثم نقل زوجته في سيارة إسعاف خارج مركز الشرطة.

فيما حذر مكتب حماة الإعلامي الذي يعمل به الناشط عبدالرحمن العيسى في بيان له الخميس 24 تشرين الثاني من مخاطر إبعاد عائلة ناشط إعلامي يتلقى العلاج في تركيا .

وقال مكتب حماة الإعلامي العامل في شمال غرب سوريا في بيان له إن هناك خطراً وشيكاً على حياة ناشط سوري وعائلته، في إشارة إلى اعتقال عائلة عضو المكتب من قبل قوات الأمن التركية في محافظة هاتاي.

وذكر المكتب أنه "بعد مرور أكثر من عامين على إقامة العيسى وعائلته في تركيا، تعمل السلطات التركية على ترحيلهم رغم تدهور صحة عبد الرحمن وصحة طفله الذين يخضعون للعلاج المستمر".

وطالب مكتب حماة الإعلامي، السلطات التركية بوقف إجراءات الترحيل بحق الناشط عبد الرحمن وزوجته الحامل وطفله المريض .

وأشار بيان المكتب إلى أن المضي في قرار الترحيل من شأنه أن يعرض حياة الأسرة بأكملها للخطر بسبب عدم توفر العلاج في سوريا، مشيرا إلى أن قوات النظام السوري احتلت ودمرت منزل عبد الرحمن في مدينة الهبيط وهو غير موجود ومن غير المعقول أن تجبر السلطات التركية عائلته على العودة.إلى سوريا بعد أن لجئوا إلى أراضيها بحثاً عن الأمان والاستقرار.