السويداء ثورة جياع أم ثورة كرامة؟!

فاطمة سويد : وكالة خبر للأنباء 


شهدت منطقة جبل العرب في الأيام القليلة الماضية مظاهرات تندد بسياسات حكومة نظام الأسد الجائرة.


والجدير بالذكر هو أن هذهِ المظاهرات ليست بالجديدة
لأنه وبكل بساطة السويداء منذُ اندلاع الثورة السورية وهم في حالة تظاهر وليست بثورة جياع كما يدعي البعض وهل في سوريا من لا يعاني من الجوع؟
ولو خرج ملايين السنة في دمشق وحلب اليوم بمظاهرات لكان الموضوع أهون على نظام الأسد من خروج دروز السويداء
ويبقى خوف النظام وتوجسه، أن تكون الاحتجاجات المعيشية كرة نار تمتد على كامل الجغرافيا الخاضعة لسيطرته، خاصةً أن صرخات الغضب باتت تُسمع في معاقله.


و‏‏من الطبيعي جداً أن السويداء تنتفض ومن المرجح أن تنتفض باقي المحافظات السورية جميعها وهذا إن دل على شيء يدل على مدى عجز النظام الذين يحاولون إعادة تعوميه
انهيار النظام بات واضح للجميع ومن الطبيعي ان ينهار نظام اقتصاده يعتمد على تجارة المخدرات وخطف الأطفال وطلب فدية عليهم.
‏‎
التململ من الأوضاع شمل كل أماكن سيطرة الأسد ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، ولا رقابة على التسعير
وليست المرة الأولى التي نشهد فيها ‎ # السويداء_تنتفض احتجاجات ضد تردي الوضع المعيشي والاقتصادي لكن هذه المرة هي الأكبر، فالمحتجون أغلقوا طريق دمشق بالإطارات المشتعلة.


الأقليات من وجهة نظر النظام هم ملكية خاصة لا يحق لها الخروج على النظام فخروج الدروز اليوم يمهد للاسماعليين غدا أو للمسيحيين بعد غدٍ وربما تكر المسبحة وهذا ما يخشاه النظام الذي لطالما سوق أنه حامي الأقليات ولم يكن حامياً لها أبدا هو يحمي فقط كرسيه وبقاءه في السلطة.


عزيزي الذي تسخر من مظاهرات السويداء
هل تعلم أن السويداء بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٣ قامت ب ٤٣ مظاهرة ضخمة ضد النظام إضافة لمئات المظاهرات (الطيارة).


لا بد من التطرق تذكير البعض عما  قدمته السويداء للثورة السورية بشكل مختصر..

اولاً: أول اعتصام نقابي في سوريا كان بتاريخ ٢٠١١/٣/٢٦ لنقابة محامي السويداء.
ثانياً: مشايخ ووجهاء السويداء الأحرار أول وآخر من حرّم ومنع بيع وشراء الأثاث المعفّش من بيوت السوريين.

ثالثاً: السويداء استقبلت أكثر من 50,000 سوري من كل المحافظات ولا زالوا معززين مكرمين.

رابعاً: المظاهرات بالسويداء لم تتوقف منذ 2011 وحتى اليوم.


خامساً: شباب السويداء وشيوخها ومراهقيها تصدوا لوحدهم لأعتى هجمات داعش في الجنوب السوري بعد أن سحب النظام تعزيزاته من القرى الشرقية وسهل دخول الدواعش.


سادساً: السويداء هي المحافظة الوحيدة التي تملك سقف حرية سياسية عالي جداً ومعارضيها محميين من الاعتقال وهذا لا يتوفر حتى في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.


سابعاً: عدد من ضباط السويداء انشقوا في بدايات الثورة وشكلوا كتائب تابعة للجيش الحر (الملازم المرحوم خلدون زين الدين- العقيد مروان الحمد- العقيد حافظ فرج) ومئات من العناصر والمدنيين.

 منتهى الأطرش ابنة سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى أول من هتفت للثورة في العام ٢٠١١، بعض إعلاميي السويداء المعارضين لهم تأثير هائل على الرأي العام مثل (فيصل القاسم- ماهر شرف الدين)


ثامناً: أول من غنى للثورة السورية ولأهل درعا هو سميح شقير من السويداء. المطلوبين للخدمة في جيش النظام اقترب من الرقم ٥٠ ألف، وهو ما يعادل جيش كامل


تاسعاً: منذ العام ٢٠١٢ توقفت السويداء عن ارسال أبنائها للجيش حتى اليوم من أجل أن تجنبهم الاقتتال مع أخوتهم السوريين.


قل لي عزيزي الثائر هل نسيت هذهِ الأمور أم تناسيتها
ولمن يدعي أن ثورة السويداء ثورة جياع


‏تسعون بالمئة من الشعب في سوريا تحت خط الفقر بحسب ‎الأمم المتحدة وستون بالمئة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، هل نحن أمام ثورة جياع لشعب أنهكه الفقر أم أن من سكتوا عن الكيماوي و "البراميل المتفجرة" لم يعد بمقدورهم حتى الصراخ من الجوع.
بل هي ثورة كرامة وحتى إن كانت خلفيتها جوع على الاقل لم يصمتوا على هوان كغيرهم، الثورة السورية ثورة كرامة
وأهل السويداء هم من اهل هذهِ الكرامة والاجدر لنا أن نكرمهم ونقف معهم عدونا واحد فلا داعي أن نقول على القوم ما ليس فيهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجموعة مسلحة تابعة للجيش الوطني تهاجم كادر "جامعة الشام" بحلب

النفوذ الإيراني: مخططات جديدة ونوايا خفية على الساحل السوري