الشمال المحرر ، أزمة تلاحقها أخرى

خلف حزب الله ، رشا محمود السليمان : وكالة خبر
للأنباء

يعيش السوريون في شمال غرب سوريا واقع معيشي واقتصادي متردٍ
في كل منحى من مناحي الحياة  وباتت أحاديث المدنيين تدور في فلك الأوضاع المعيشة ومحور الأوضاع الاقتصادية وبات كل تفكير الناس في تأمين معيشتهم والتي ترسم معالم واقعهم المرير.
ففي ظل الغلاء الفاحش للأسعار وانعدام فرص العمل تَضعف القوة الشرائية في الأسواق ومع انتشار الأوبئة والانهيارات الاقتصادية وما أعقبته كارثة الزلزال ازداد السوء سوءً وضاقت أنفاس الناس من كل حدبٍ وصوب.




              أزمات معيشية 

لازالت الأزمات المعيشية والاقتصادية تتفاقم على المدنيين في شمال غرب سوريا في ظل واقع معيشي متردٍ وفقر مدقع وصل بالناس إلى ظروف سيئة للغاية وسط انعدام لفرص العمل واعتماد غالبية السكان في المنطقة على المساعدات الدولية  فلا دخل ثابت تتكئ عليه العائلات في مصارفها واولوياتها مما يجعلهم امام ظروف قاسية وتحديات مريرة وخاصة أن المنطقة تفتقر للانتعاش الاقتصادي وانعدام الموارد إذ أن المنطقة تعتمد على النشاط التجاري بحكم حدودها المتلاصقة مع تركيا .
اسباب وعوامل كثيرة جعلت غالبية الناس تحت خط الفقر وفقاً للتقارير الدولية < اكثر من 80 بالمئة من السكان في المنطقة تحت خط الفقر مما يجعل اعتمادهم بشكل كليّ على المساعدات الدولية .


             "عوامل واسباب " 


لا يخفى على احد أن منطقة شمال غربي البلاد تعيش حالة كارثية من الفقر المدقع والمنتشر بين الناس في المنطقة لاسباب وعوامل كثيرة ومتكررة باتت ترهق سكان المنطقة بشكل غير مسبوق 
ومع عدم قدرة ربّ الأسرة على تغطية نفقات أسرته في ظل دخل محدود وغير مستقر في حال كان موظفاً ،بالمقابل غالبية الناس لا تمتلك أي وظيفة أو دخل مستقر مما يجعلهم يواجهون أشد التحديات .
في نفس الصدد ترتفع الأسعار بشكل كبير ووفقاً لرصدٍ ميداني ارتفعت الأسعار أكثر من 250 بالمئة مقارنة بالعام الماضي وذلك بصرف النظر عن انخفاض قيمة الليرة التركية التي يتعامل بها الناس في المنطقة .

فبعد الهزات الاقتصادية العنيفة والمتكررة التي شهدته الليرة السورية في منتصف عام " 2020"
استُبدلت الليرة السورية بالليرة التركية وبدء الناس فصل جديد من المعاناة وتقلب الليرة التركية أمام الدولار جعل هذا العامل سبباً رئيسياً للارتفاع الكبير بالاسعار ومع انخفاض الليرة التركية تنخفض القيمة الشرائية ويزداد مستوى التضخم أكثر فأكثر .
وحتى عندما تتحسن الليرة التركية أمام الدولار لا تعود الأسعار إلى ما كانت عليه 
مما يجعل الناس امام تحديات صعبة ومواجهة ازمات باتت تعصف بهم من كل حدب وصوب 
وباتت بوادر أزمة انسانية تظهر جلياً في المنطقة خاصة ما بعد كارثة الزلزال والتي بطبيعة الحال زاد السوء سوءً على الناس مما يظهر حجم التحديات الكبير امام المعنين بالامر .


         "ارتدادات ما بعد الزلزال "



فاقمت كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا الازمة المعيشية والإنسانية أكثر فأكثر  وازدادت معاناة الناس بعد كارثة الزلزال وجعل الاف العوائل بلا مأوى 
وتوزعت الأضرار المسجلة على النحو التالي :
_عدد الأسر المتضررة والمسجلة وصل إلى أكثر من 220،760 عائلة أي بعدد أفراد يتجاوز المليون نسمة .
_ فيما بلغ عدد العائلات المنكوبة والمتضررين أكثر من 40،000  عائلة بعدد افراد يتجاوز ربع مليون نسمة .
_ فيما بلغت أعداد الضحايا في شمال غرب سوريا إلى 4،130 ضحية 
وإصابة أكثر من 9،000 آخرين .

وتوزعت الخسائر المادية والبنى التحتية في عموم المنطقة على النحو التالي :

بلغت أضرار المنشئات التعليمة أكثر من 420 مدرسة بين اضرار جزئية ومتوسطة وهدم جزئي .
كما بلغت الأضرار منشئات القطاع الصحي وتم تسجيل أكثر من 66 منشأة تضررت من الزلزال .
وكانت أضرار دور العبادة وصل إلى أكثر
 من 50 مبنى .
بين تهدم جزئي ومتوسط وكليّ .
ومنذ اللحظات الأولى للزلزال بلغ عدد المباني التي تهدمت بشكل فوري إلى أكثر من 1900 مبنى .
وكانت مدينة جنديرس في ريف عفرين الأكثر ضرراً ونكباً إذ قدر فريق عملنا في المنطقة أكثر من 80 بالمئة من المدينة قد تضرر بسبب الزلزال .
فيما بلغ عدد المباني المصدعة أكثر من 4000 الاف مبنى غير قابل للسكن وتحتاج تلك المباني إلى الهدم بشكل عاجل 
" منسقو استجابة سوريا"
وفي خضم تلك المعاناة الا أن المنطقة ورغم قلة الموارد بدأت تظهر بها بناء المناطق الصناعية وتشجيع المستثمرين على دخول المنطقة عبر توفير بنى تحتية ملائمة في منطقة ادلب .
مما يجعل سكان المنطقة على أمل النعوش الاقتصادي القريب الذي ينجيهم من فقهرهم المدقع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معارك مستمرة وانتصارات متتالية

كفرنبل: مدينة الصمود لا تزال تحت وطأة الحقد والإجــرام

هل إسرائيل ستكون في مواجهة مع تركيا على الأراضي السورية ؟