هل إسرائيل ستكون في مواجهة مع تركيا على الأراضي السورية ؟
ملك السعد : وكالة خبر للأنباء
بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية في سوريا والتي كان آخرها استهداف لمطار حماة العسكري وقاعدة(T4) قرب حمص ، صاحبها توغل بري في غربي درعا أسفر عن مقتل عدة مدنيين وتدمير مطار حماة العسكري بشكل شبه كامل حسب ما صرحت الخارجية السورية.
أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان لها ضربات القوات الإسرائيلية على سوريا مشيرة إلى أن هذا العدوان هو انتهاك للقانون الدولي ولسيادة سوريا ، و زعزعة للاستقرار في سوريا وإطالة لمعاناة شعبها التي دامت ل 14 عام.
و أفاد مندوب سوريا بمجلس الأمن قصي الضحاك: أن إسرائيل تستفز السوريين بممارسات مرفوضة في الأراضي التي توغلت فيها.
بينما تحدث مسؤول إسرائيلي في صحيفة إسرائيل اليوم عن التوترات مع تركيا : أن أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا وإنشاء قواعد تركية هو خط أحمر ، مضيفاً أن إسرائيل لا تبحث عن صراع مع تركيا ونأمل أن تركيا أيضاً لا تسعى للصراع معنا ولكننا لا نريد أن نرى تموضعا تركياً على حدودنا ويوجد طرق مختلفة للتعامل مع هذا الأمر.
وبدوره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صرح لوكالة رويترز إن بلاده لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل وعلى واشنطن إعادة ضبط نتنياهو ووضع إطار له ، فإن إسرائيل لا تريد ترك أي شيء للإدارة السورية الجديدة ،وعدم الاستقرار في سوريا يسبب أذى لتركيا ولن تبقى متفرجين على حالة عدم الاستقرار في سوريا.
وحديثا كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن اجتماعاً تقنياً عقد بين وفدين تركي وإسرائيلي في أذربيجان، تناول بحث آلية محتملة لمنع الاشتباك في سوريا و اوضحت أن الاجتماعات مع الجانب الإسرائيلي ستتواصل خلال الأيام المقبلة، بهدف تقييم التطورات الميدانية في سوريا.
وأوضحت تركيا لإسرائيل أن وجودها العسكري في سوريا يأتي بناءً على طلب رسمي من دمشق، ويهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأشارت أن المحادثات مع دمشق ما زالت جارية وتركز على تأسيس قواعد عسكرية ذات طابع تدريبي ضمن إطار الدفاع المشترك.
فمع مخاوف إسرائيل الكبيرة من قيام تركيا بتأسيس قواعد عسكرية لها في سوريا والتقارب الكبير بين أنقرة و حكومة دمشق ، فهل ستزداد المواجهة بين إسرائيل وتركيا ؟
وهذا ما يشكل تحدياً كبيراً للحكومة السورية الجديدة ، ويزيد من قلق ومخاوف الشعب السوري الذي خرج حديثا من حرب دامت ١٤ عام انهكته ، علماً أن الرئيس السوري الجديد احمد الشرع عند استلامه الحكم صرح بأن سوريا لن تكون خطرا على أمن واستقرار اي بلد من جيرانها.
في رسالة منه إلى إسرائيل التي استغلت فوضى هروب الرئيس السابق الأسد وقصفت المواقع العسكرية السورية والأسلحة الكيماوية لكي لا تصل إلى يد الجماعات المسلحة كما زعمت .
كلا البلدين إسرائيل وتركيا لديهم مصالح استراتيجية في سوريا ولكن هناك اختلاف في أهدافهما، فتركيا تهدف إلى وجود تعاون ودفاع مشترك بينها وبين حكومة دمشق وتعمل جاهدة إلى استقرار سوريا الذي تربطه باستقلال تركيا، واسرائيل لديها مخاوف كبيرة بشأن أمن حدودها مع سوريا وبالأخص في وجود الحكومة الجديدة التي تشكل خطراً على أمن اسرائيل واستقرارها كما أدعت ذلك منذ صعود الحكومة الجديدة إلى الحكم .
فبالرغم من هذه الخلافات فإن البلدين يسعيان إلى التواصل الدبلوماسي بينهما والبحث في المشكلات والتطورات الميدانية في سوريا.
تعليقات
إرسال تعليق