الوعي الجمعي وعلاقته بهوية وتاريخ الأمم




خلف حزب الله: وكالة خبر للانباء 

يعد مفهوم " الوعي الجمعي" والتاريخ باب واسع ومركزي في فهم العالم والتوازنات التي تحدث بين القوى الكبرى فما بين النظر إلى تاريخ جغرافية كل أمة من الأمم يقف المراقب لحال تلك الأمم مستنداً وقارئاً لواقعها  ما بين التاريخ والحاضر ليشكل من خلال قرائته تلك واقعاً ووعياً يفهم من خلاله حال الأمة المراد دراستها ودراسة واقعها وهذا المنظور من الدراسة تتصرف بناءاً عليه الدول الكبرى.

لكن وبذات الوقت مفهوم الوعي الجمعي هو أوسع من التاريخ وإن ربط به لأن التاريخ هو وصف لواقع وتاريخ كل أمة هو وصف لواقعها ما لم تتم محاربتها وتخريب هويتها.
ومن هذا المنطلق يبتغي للمراقب أو القارئ العاقل ألا يستعيد التاريخ كما هو بل يستحضر التاريخ بعقل نقدي وفهمٍ أوسع نضيف من خلال فهما له مفهم ما يساعدنا على
 بناء هويتنا الجمعية والثقافية وذكرتنا التي نحاول من خلالها أن نوظفها "للحظة الإجماع".

وكما أنه كل أمة تحتاج( للاجماع الجمعي) من أجل أن تتطور وتتماسك وتحافظ على وجودها بين الأمم أيضاً بالمقابل تحتاج الدول لبناء ذات الإجماع كي تتشكل وتحافظ على وجودها وتماسكها الاجتماعي والثقافي بين الدول حتى وإن كان سكان الدولة من أعراق واديان مختلفة يمكنهم العيش في دولة واحدة من خلال بناء ما يطلق عليه اصطلاحاً " بالهوية الجامعة" ولا يمكن أن تتشكل تلك الهوية إلا من خلال تشكل 
" الوعي الجمعي" للمجتمع الذي يؤمن بضرورة وأهمية الإجماع للنهوض بالدولة والمجتمع. 

إن بناء الدولة وتماسكها تحتاج بشكل ضروري إلى الإجماع
 ومن دون أن تكون للدولة أو الأمة قيم ورؤية ووعي مشترك واجماع على مفاهيم مشتركة لا تستطيع مجتمعات هذهِ الدول أو الأمم أن تشكل هوية مشتركة التي تستفز وتستنفر وتستدعي مخزونها التارخي في لحظات الارتباك الكبرى وفي لحظات النصر والهزيمة. 
وحتى ندرك أهمية الوعي الجمعي للدول والامم والمجتمعات 
في لحظات الانتصار والهزيمة معاً لابد أن نعرج لما يلي :
ففي لحظات الانتكاس والهزيمة لابد من استحضار رموز تاريخ الدول والمجتمعات كي تتماسك ولا يقع اليأس في قلوب المجتمع ومن أجل أن ينهض مرة أخرى . 
وفي لحظات الانتصار أيضاً تحتاج أن تستدعي التاريخ مرة أخرى كي تفكر مالذي ستفعله. 
فالامم والدول والمجتمعات على حد سواء في لحظات النصر والهزيمة لابد أن تستدعي التاريخ والوعي الجمعي 
إذ أن المجتمعات التي تتحلى بالوعي الجمعي والهوية الجامعة تمتلك قدرة أكبر على الثبات والصمود وتجنب نفسها خطر التفكك والانحدار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجموعة مسلحة تابعة للجيش الوطني تهاجم كادر "جامعة الشام" بحلب

النفوذ الإيراني: مخططات جديدة ونوايا خفية على الساحل السوري