كارثة تلوح بالأفق ... مستشفى الرحمة مهدد بالإغلاق بعد توقف التمويل
وكالة خبر للأنباء: فاطمة السويد
شهدت مناطق ريف إدلب مخاوف جديدة على مستوى الخدمات الصحية في شمال سوريا بعد توقف عدد من المشافي والمراكز الصحية عن العمل بسبب توقف الدعم وآخرها مشفى الرحمة في منطقة دركوش والذي يخدم أكثر من 700 ألف نسمة، بما في ذلك النازحين في المخيمات والمقيمين في المنطقة.
وتأتي هذه المخاوف بعد تقليص التمويل من قبل المانحين، وتوقف الدعم لجميع الأقسام الطبية في المستشفى نهاية نيسان/أبريل الماضي، مما أثر على معظم مرتادي هذه المراكز والمستشفيات، وأغلبهم من الفقراء والنازحين الذين لا يملكون ما يكفيهم لدعم أنفسهم.
وبحسب مصادر محلية إن مشفى الرحمة من أهم المشافي التي تقدم الخدمات الطبية في شمال غربي سوريا، حيث يقدم خدماته مجاناً لأكثر من 700 ألف نسمة من سكان مدينة إدلب، منطقة دركوش، والمخيمات المحيطة بها.
وأضاف المصدر أن المستشفى تلقى من الجهة المانحة أن الدعم سيتوقف مع بداية الشهر الرابع، مشيراً إلى أن طاقم المستشفى يعمل بشكل تطوعي منذ ذلك الحين.
وبينما تعمل الطواقم الطبية جاهدة على علاج المرضى واستقبال الحالات العلاجية والطارئة الجديدة، يواجه المستشفى خطر الإغلاق بعد توقف دعم المانحين، وأصبح العمل فيه تطوعياً ووفق الإمكانيات المتاحة فقط.
كما أشار إلى أن هذا القرار تزامن مع إغلاق عدة مستشفيات في مناطق جسر الشغور وحارم وكفر تخاريم، معرباً عن خطوة هذا القرار لما له من تداعيات على مستوى الصحة العامة للمجتمع مما يسبب زيادة معدل الأمراض والأوبئة والوفيات.
ويتلقى المستشفى الدعم من مكتب أوتشا لبرنامج الصحة العالمي، ورغم تعدد التخصصات في المستشفى إلا أنه يقدم حالياً خدماته بالحد الأدنى.
ويستقبل المستشفى 20 ألف مستفيد شهرياً، ويتم إجراء أكثر من 600 عملية جراحية كبرى فيه، ويستقبل فيه أكثر من 1200 حالة دخول جراحي واختبارات وإسعافات أولية ومرضى في العيادة.
تأسست المستشفى نهاية عام 2012، وبدأ العمل مطلع عام 2013، ومنذ ذلك الحين وهي تقدم خدماتها مجانا للمرضى، بحسب توضيحات مديرها أحمد غندور .
وذكر أن المستشفى يضم قسم الإسعاف والطوارئ والعمليات الجراحية وهو عبارة عن 6 غرف عمليات (جراحة عامة). – جراحة المسالك البولية – جراحة الأعصاب – جراحة العظام – جراحة الفك – جراحة الأذن والأنف والحنجرة).
بالإضافة إلى عمليات المناظير بجميع فروعها قسم العناية المركزة وبه أربعة أسرة للأطفال و10 للكبار وقسم الأشعة بفرعي الأشعة المقطعية والأشعة بالإضافة إلى قسم الكلى الذي يوجد به عيادة وقسم غسيل الكلى."
وأضاف: “المستشفى يضم أقسامًا للعلاج الطبيعي والدعم النفسي والتطعيمات وبنك الدم والثلاسيميا، أما قسم الأطفال فيضم أجنحة للمرضى و27 سريراً، إضافة إلى جناح العزل الذي يضم 6 أسرة، وجناح الحاضنة الذي يضم 12 حاضنة وعيادة، بالإضافة إلى قسم المختبرات.
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا أن نحو مليوني نازح يعيشون في مخيمات في الشمال الغربي، فيما يبلغ عدد السكان 4.5 مليون نسمة، ويواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الصحية لعدم قدرتهم على تحمل أعباء المستشفيات الخاصة.
الجدير بالذكر أنه لا يوجد دعم ذاتي أو دعم مستدام للقطاع الصحي في شمال غرب البلاد وفي محافظة إدلب، بسبب الحرب وعدم وجود جهة رسمية معترف بها دولياً، فيما يتم الاعتماد على الدعم من المنظمات الدولية والجهات المانحة عبر المنظمات الإنسانية، بحسب تصريح سابق لمدير صحة إدلب، سالم عبدان.
لازالت المشكلة قائمة
ردحذف