قسد والنظام السوري الجديد... بين التوافق والاندماج أو المواجهة الحتمية !!!
ملك السعد : وكالة خبر للأنباء
ماهي قسد وكيف تشكلت....؟
قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي وحدات حماية تكونت من المجموعات الكردية والعربية وشكلت حلف عسكري في عام 2015 بذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمال شرق سوريا ، تنشط قوات قسد في مناطق شمال شرق سوريا حيث يشكل الأكراد نسبة كبيرة من سكان المنطقة ، وهم مجموعة عرقية تتواجد بشكل رئيسي في تلك المنطقة ، والمناطق التي تسيطر عليها قسد في شمال شرق سوريا:
محافظة الرقة التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش سابقاً.
قسم كبير من من محافظة الحسكة .
مدينة منبج التي سيطرت عليها قسد منذ 2016.
وتسيطر على بعض المناطق الشمالية من محافظة دير الزور.
وايضا مدينة عفرين كانت تحت سيطرة قسد حتى عام2018 قبل أن تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
اين تنشط قسد ..؟
نشطت قسد في شمال شرق سوريا منذ 2015 وحتى مابعد سقوط نظام الأسد ، حيث حاربت داعش في المنطقة واستعادة منها العديد من المناطق وسعت إلى تحقيق الحكم الذاتي للأكراد شمال شرق سوريا.
وكان هناك توافقات بين قسد ونظام الأسد حيث اعتبرهم نظام الأسد حلفاء له في محاربة داعش وقوات المعارضة السورية لحكمه ، أيضاً كان هناك هدف ثالث مشترك بينهما وهو الضغط على تركيا التي تبنت بعض فصائل المعارضة السورية ودعمتها في محاربة قسد .
بالرغم من ذلك كانت قسد تعتبر نفسها جزء من النضال السوري ضد نظام الأسد إلا أن كان هناك مصالح مشتركة واتفاقيات عديدة بينهما ،ولذلك كان موقف قسد من المعارضة السورية معقداً كثيراً و متغيرا حسب التغيرات السياسية.
ممن تتلقى قسد دعمها...؟
تلقت قسد دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قوة عسكرية تحارب تنظيم داعش تحت عباءة امريكا والتحالف الدولي ،حيث تعاونت معهما لضرب داعش والقضاء عليها واستعادة السيطرة على المنطقة ،حيث قدمت امريكا لقسد الدعم العسكري والتدريب مما جعلها قوة كبيرة في المنطقة .
لكن بعد تحرير سوريا من نظام الأسد أصبح الموقف أكثر تعقيداً بسبب التوازنات السياسية المختلفة في المنطقة حيث واجهت قسد تهديداً كبيراً في انسحاب الدعم الأمريكي ، خصوصاً بعد وضوح نية امريكا في دعم وحدة سوريا واستقرارها وتفاوضها مع الحكومة الجديدة وإنشاء مصالح إقليمية لها في سوريا، كما أنه يوجد توتر بين أمريكا وقسد في خصوص ملف تركيا والتصعيد بين قسد وتركيا ، فالولايات المتحدة الأمريكية على توافق كبير مع تركيا وبينهم مصالح إقليمية مشتركة ،ودعم الولايات المتحدة لقسد كان ضمن إطار محاربة تنظيم داعش .
تأثير وجود قسد كقوة عسكرية على الأراضي السورية المحاذية لتركيا..!!!
من جهة أخرى اعتبرت تركيا بأن قسد وتنظيم YBG جماعة ارهابية تشكل تهديداً لأمنها القومي بشكل مباشر إذا بقيت ككيان مستقل وترى أن أي دور سياسي لقسد في المستقبل هو أمر غير مقبول على الإطلاق ، وحاربت تركيا قوات قسد على مر السنوات السابقة من خلال دعم قوات المعارضة السورية والتي تسمى (الجيش الوطني ) فضربت قسد في عفرين واخرجتها من المدينة ثم حاربتها على محور منبج وعين العرب ومحور سد تشرين شرقي حلب واستخدمت الطيران الحربي في تدمير مقرات قسد في المنطقة ، وأيضاً واجهت قسد توترات وتحديات مع فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا (الجيش الوطني)والتي تنشط شمال شرق سوريا والتي مؤخراً انضمت تحت عباءة الحكومة السورية الجديدة بعد مفاوضات بين قادة الفصائل والحكومة السورية انتهت إلى تسليم كافة المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة إلى الحكومة .
موقف قسد من الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع..!!!
علاقة قسد مع الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع تتسم بالتعقيد والتوتر حيث أن قسد تسعى لتحقيق حكم ذاتي في شمال شرق سوريا و تعمل على التفاوض مع الحكومة السورية الجديدة للحصول على الحكم الذاتي الذي يضمن حقوق الكورد السوريين كما تزعم ، فالاكراد فقدوا الثقة في أي نظام يصعد إلى الحكم بسبب أن نظام الأسد عمل على تهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في العقود الماضية ،لذلك موقف قسد من الحكومة الجديدة يتسم بعدم الثقة رغم وعود الحكومة الجديدة بإعطاء جميع مكونات المجتمع السوري العرقية و الاثنية حقوقهم المشروعة كمواطنين سوريين بعيداً عن التمييز العرقي أو المناطقي وعدم إقصاء أي مكون من المشاركة في الحكومة الجديدة ، لكن قسد تشكك في تطمينات الحكومة وتأبى إلا في تطبيق مطالبها والاندماج داخل الدولة ككيان وقوة مستقلة .
إلا أن الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع ترى أن الحكم الذاتي يعتبر تهديداً لوحدة سوريا ، وتبقى المفاوضات مستمرة بين الطرفين مع وجود صعوبات كبيرة في التوصل إلى اتفاق شامل يرضي الطرفين بسبب الاختلافات السياسية ، واصلت الحكومة السورية الجديدة الضغط على قسد في مناطق الاشتباك بينها وبين الجيش الوطني لدفعها إلى إتخاذ خطوة إيجابية تجاه الصلح مما زاد الأمر تعقيداً.
بالرغم من المحاولات العديدة التي أجرتها الحكومة السورية في المفاوضات مع قسد ودعوتها لتوحيد البلاد وتسليم السلاح وتفكيك قواتها تحت مظلة الحكومة السورية ،رفصت قسد التسليم مراهنة على دعم امريكا لها وزادت التوترات بين الطرفين والعقبات في الوصول إلى الحلول السلمية .
من الناحية الأخرى واجهت قسد ضغوطات من تركيا لتفكيك
قواتها حيث كثفت تركيا الغارات الجوية في مناطق الاشتباك واستهدفت عدة مقرات عسكرية لقسد .
وتلاها اعلان ( عبدالله أوجلان) زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي تم تأسيسه في عام 1978 ، ويعتبر أوجلان شخصية بارزة في الحركة الكردية ولعب دوراً كبيراً في النضال من أجل حقوق الكورد في تركيا حيث قبض عليه عام 1999 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في تركيا ، حيث ظهر مؤخراً من داخل السجن ودعى حزبه إلى إلقاء السلاح وعقد مؤتمر من أجل حل نفسه.
اتخذت قسد خطوة إيجابية جاءت بعد دعوة (عبدالله أوجلان) الحزب إلى إلقاء السلاح وحل نفسه .
ففي 10/3/2025 توصلت الحكومة السورية الجديدة إلى اتفاق مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)،
وقع الرئيس السوري الجديد" أحمد الشرع " وثيقة مع " مظلوم عبدي" تنص على اندماج قوات قسد ضمن مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ، ولاقى هذا الاتفاق قبول شعبي كبير لدى الشعب السوري و قام الشعب بالاحتفال في الساحات السورية مرحباً بهذا الاتفاق .
تضمنت بنود اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسات السورية مايلي :
1. ضمان حقوق جميع السوريين: تضمن الدولة السورية تمثيل جميع المواطنين في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة، دون النظر إلى خلفياتهم الدينية أو العرقية.
2. المجتمع الكردي: يعتبر المجتمع الكردي جزءًا أصيلاً من الشعب السوري، وتكفل الدولة السورية حقوقه في المواطنة وجميع حقوقه الدستورية.
3. وقف إطلاق النار: يتم إعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا.
4. دمج المؤسسات المدنية والعسكرية: دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية، المطار، وحقول النفط والغاز.
5. عودة المهجرين: ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى مدنهم وقراهم، مع توفير الحماية اللازمة لهم من قبل الدولة السورية.
6. مكافحة الإرهاب: دعم الدولة السورية في مواجهة فلول الإرهاب والتهديدات التي تضر بأمنها ووحدتها.
7. رفض التقسيم والكراهية: رفض أي دعوات للتقسيم أو نشر خطاب الكراهية، مع التأكيد على الوحدة بين جميع مكونات المجتمع السوري.
8. تنفيذ الاتفاق: تسعى اللجان التنفيذية لتطبيق بنود الاتفاق قبل نهاية العام الحالي.
هل سيكون هنالك خطوة عملية في تنفيذ بنود الاتفاقية على أرض الواقع....ام أنها ستبقى على الورق..؟؟
تشكلت لجنة من الرئاسة السورية تكونت من خمسة أعضاء هدفها متابعة تنفيذ بنود الاتفاقية التي تم توقيعها بين الرئيس "احمد الشرع "وقائد (قسد) "مظلوم عبدي " وجرى عدة لقاءات وتداول للآراء بين الطرفين ومناقشة آلية عمل اللجان التي من المقرر أن تبدأ العمل بشكل مشترك في بداية شهر نيسان الحالي .
وفي السبت الماضي 12/4/2025 التقى وفد من الحكومة السورية مع مظلوم عبدي قائد (قسد) في الحسكة وجرى مناقشة إتمام بنود الاتفاقية وضرورة إستمرار خفض التصعيد ووقف الأعمال القتالية في سوريا ، وتشكيل لجنة لمناقشة عودة المهجرين قسراً إلى مناطقهم وتحييد سد تشرين عن الهجمات العسكرية ، وأكدا على ضرورة التعاون في تنفيذ مراحل الاتفاق وحفظ استقرار المناطق المعينة ، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة المؤسسات الرسمية لممارسة دورها الخدمي والأمني في المنطقة.
وتحقيقاً لبنود الاتفاقية تم تبادل الموقوفين من كلا الطرفين بإشراف لجنة مشتركة عقبها انسحاب لقوات قسد من بعض أحياء حلب إلى شرق سوريا ، حيث تم فتح الطرقات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية حيث كانا تحت سيطرة قسد وتم دخول قوات الأمن العام وتفعيل حواجز مشتركة بين القوات الأمنية في الحيين تمهيداً لدمجها ضمن صفوف وزارة الداخلية ، أيضاً دخلت قوات تابعة للحكومة السورية إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي برفقة قوات من قسد وانتشرت في سد تشرين .
ومازال العمل جاري من قبل الطرفين لاستكمال بنود الاتفاقية تحت إشراف اللجنة المشتركة .
تعليقات
إرسال تعليق