السوريون في مواجهة ارتفاع أسعار الإنترنت… احتجاج رقمي يكشف عمق الأزمة المعيشية
شام العلي: وكالة خبر للأنباء
سوريا – لم يكن قرار رفع أسعار باقات الإنترنت في سوريا مجرد تعديل تقني على تعرفة الاتصالات، بل شكّل شرارة جديدة فجّرت غضبًا شعبيًا واسعًا في بلد يعيش واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية في تاريخه الحديث.
منذ إعلان شركتَي سيرياتيل وMTN رفع أسعار خدماتهما قبل يومين، تتصاعد حملة مقاطعة غير مسبوقة يقودها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجًا على ما يرونه قرارًا معزولًا عن واقع الناس وامتدادًا لمسار طويل من الضغوط المعيشية التي لا تهدأ.
انتشر وسم "مقاطعة الاتصالات" بشكل واسع، حيث أعلن كثير من السوريين توقفهم عن الشحن والاشتراك، في محاولة لإيصال رسالة واضحة: المواطن لم يعد قادرًا على تحمّل المزيد، والإنترنت – مثل الخبز والكهرباء – أصبح جزءًا من ضروريات الحياة.
وتأتي هذه الخطوة الشعبية في وقت تتآكل فيه القدرة الشرائية للسوريين بوتيرة غير مسبوقة، بينما تتسع موجات الغلاء التي تطال معظم نواحي الحياة من المواد الغذائية والوقود إلى النقل والخدمات الأساسية.
يتساءل السوريون اليوم عن أسباب هذا الارتفاع المفاجئ، وعن غياب التفسير الواضح، وعن استمرار ضعف المنافسة في سوق تعتمد على مزودين اثنين فقط، مما يجعل أي قرار تسعيري جديد واقعًا لا يمكن رفضه.
لا يتوقف أثر القرار عند الأفراد فقط، فالتعليم والعمل وإدارة المشاريع الصغيرة تعتمد على اتصال ثابت وفعّال. ويمثل رفع الأسعار عبئًا جديدًا على الطلاب والموظفين وأصحاب الأعمال الذين يعتمدون على الشبكة للاستمرار في عملهم.
الاحتجاج الرقمي، وإن كان سلميًا وبعيدًا عن الشارع، يعكس حجم الضغط الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه السوريون اليوم، ويكشف فجوة الثقة التي تتسع بين المواطن ومزودي الخدمات.
في النهاية، لم يكن رفع أسعار الإنترنت حدثًا عابرًا، بل محطة جديدة سلطت الضوء على عمق الأزمة الاقتصادية في سوريا، وعلى حاجة المواطنين إلى سياسات اقتصادية تراعي أوضاعهم بدلًا من مضاعفة أعبائهم.
بقلم شام العلي
#وكالة_خبر_للأنباء

تعليقات
إرسال تعليق